2✨سلسلة أنوار ربيع الأول ✨ 🕋 رحلة في السيرة العطرة من المولد إلى الوداع 🕋

2✨سلسلة أنوار ربيع الأول ✨

 

🕋 رحلة في السيرة العطرة من المولد إلى الوداع 🕋

 

✍️نادية منصور

 

🕌 يتم النبي ﷺ وحكمة الله فيه🕌

 

منذ نعومة أظفاره، كان الرسول ﷺ محاطًا بلطف الله ورعايته، فقد شاءت حكمة الله أن يولد يتيم الأب، ثم لا يلبث أن يفقد أمه وهو في السادسة من عمره. وبعدها انتقل إلى كنف جده عبد المطلب، ثم إلى عمه أبي طالب.

 

قد يظن البعض أن اليُتم نقص أو ضعف، لكنه في الحقيقة كان إعدادًا ربانيًا للنبي ﷺ، ليكون قلبه معلقًا بالله وحده، فلا يتعلق بأب أو أم، ولا بمال أو جاه، وإنما يجد في الله وحده السند والمعين.

 

قال الله تعالى في كتابه الكريم:

﴿ألم يجدك يتيماً فآوى﴾ [الضحى: 6]،

فكان في يتمه معنى من أعظم معاني التربية الإلهية، إذ علّمه الاعتماد على الله، وغرس فيه صفة الرحمة والعطف على الضعفاء والمساكين.

 

وقد لمس الصحابة هذا الأثر في شخصيته ﷺ، فكان أرحم الناس بالأيتام، وأرفقهم بالضعفاء، وكان يقول:

“أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين” وأشار بالسبابة والوسطى.

 

إن اليُتم الذي مرّ به رسول الله ﷺ يعلّمنا أن الابتلاء ليس علامة غضب، بل قد يكون طريقًا للاصطفاء. فاليتم لم يمنعه من أن يكون أعظم إنسان في التاريخ، بل كان جزءًا من إعداد الله له ليحمل رسالة عالمية.

 

وهكذا، فإن يتم النبي ﷺ كان مدرسةً للأمة كلها، ليعلّمهم أن فقدان السند البشري لا يعني فقدان السند الإلهي، وأن الله إذا أحب عبدًا تولى تربيته بنفسه، كما تولى رعاية حبيبه المصطفى ﷺ.

 

 

 

 

موضوعات متعلقة

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours