✨سلسلة أنوار ربيع الأول ✨ 🕋 رحلة في السيرة العطرة من المولد إلى الوداع 🕋 (7)

 

 

✨سلسلة أنوار ربيع الأول ✨

 

🕋 رحلة في السيرة العطرة من المولد إلى الوداع 🕋 (7)

 

✍️نادية منصور

 

 

( 7 ) 🕌 زواج النبي ﷺ بخديجة رضي الله عنها🕌

 

بعد أن عاد النبي ﷺ من رحلته التجارية الأولى بأمانة عظيمة وأرباح وفيرة، انبهر الجميع بصدقه وإخلاصه، وكان في مقدمتهم السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، سيدة قريش الشريفة العاقلة الطاهرة، التي عُرفت بالحكمة والخلق الكريم.

 

سمعت خديجة بما قاله غلامها ميسرة عن صدق محمد ﷺ وأمانته، فزاد إعجابها به، ورأت فيه الزوج الصالح الذي تبحث عنه، رغم أنها كانت تكبره سنًّا، فقد بلغت الأربعين من عمرها، بينما كان عمره الشريف خمسًا وعشرين سنة.

 

أرسلت خديجة إلى النبي ﷺ تخطب وده، فقبل، وتم الزواج في حفل بسيط مبارك، حضره بنو هاشم وكبار قريش. وكان هذا الزواج بداية حياة زوجية هي الأصفى في تاريخ الإنسانية، قامت على المودة والرحمة والاحترام المتبادل.

 

عاشت خديجة مع النبي ﷺ ربع قرن من الزمن، كانت له فيه الزوجة الوفية، والسند القوي، والعون في الشدائد. ولم يتزوج عليها في حياتها، وظل يذكرها بعد وفاتها بحب ووفاء عظيمين، حتى كانت السيدة عائشة تقول: “ما غرتُ على أحد من نساء النبي ﷺ ما غرتُ على خديجة، وما رأيتها، ولكن كان رسول الله ﷺ يكثر من ذكرها.”

 

وكانت خديجة أول من آمن بالنبي ﷺ حين نزل عليه الوحي، فثبتته وواسته، وقالت كلمتها الخالدة: “كلا والله ما يخزيك الله أبدًا؛ إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.”

 

إن زواج النبي ﷺ بخديجة رضي الله عنها يعلّمنا أن السعادة الحقيقية لا تقوم على المال أو الجمال فحسب، بل على الصدق والإخلاص والدعم المتبادل. فقد كانت خديجة أم المؤمنين الأولى، وأعظم من وقف بجانب الرسول ﷺ في بدايات الدعوة.

 

 

 

موضوعات متعلقة

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours