✨سلسلة أنوار ربيع الأول ✨ 🕋 رحلة في السيرة العطرة من المولد إلى الوداع 🕋

 

 

✨سلسلة أنوار ربيع الأول ✨

 

🕋 رحلة في السيرة العطرة من المولد إلى الوداع 🕋

✍️نادية منصور

6 🕌عمل النبي ﷺ في التجارة وأمانته المشهودة🕌

 

بعد أن شبَّ النبي ﷺ واشتد عوده، اتجه إلى العمل في التجارة، وهو عمل كان شريفًا في مكة، حيث كانت القوافل التجارية تسافر صيفًا إلى الشام وشتاءً إلى اليمن.

بدأ ﷺ عمله في التجارة وهو شاب صغير، فعمل أولاً في رعي الغنم مقابل أجر زهيد، ثم اتجه مع عمه أبي طالب في رحلات التجارة، وهناك تعرّف الناس على صفاته العظيمة: صدقه، وأمانته، وحرصه على حقوق الآخرين.

ولم يكن النبي ﷺ كغيره من التجار، فلم يعرف الغش ولا المراوغة ولا الجشع. بل كان إذا باع لم يُكثر في المديح، وإذا اشترى لم يُذم، وإذا تعامل كان عادلًا منصفًا، حتى شهد له القاصي والداني.

وذُكر أنه كان يقول:

“رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى.”

وهذه السمة ظهرت واضحة في معاملاته قبل البعثة وبعدها.

وكانت أمانته سببًا في أن تسمع به السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وهي من سيدات قريش المعروفات بالشرف والثراء، فاستأمنته على تجارتها وأرسلت معه غلامها ميسرة في رحلة إلى الشام. فعاد ميسرة يحدّثها عن صدقه وأمانته، وعن بركة تجارته التي جلبت لها أرباحًا لم تعهدها من قبل.

هذا السلوك النقي جعله ﷺ يُلقب بـ “الصادق الأمين”، ولم يكن مجرد لقبٍ يُقال، بل شهادة عملية من أهل مكة الذين خبروا أمانته في المال، وصدقه في القول، وعدله في المعاملة.

وهكذا، كان عمل النبي ﷺ في التجارة إعدادًا ربانيًا لرسالته الكبرى، فقد علّمه الصدق في الكسب، والعدل في المعاملة، والصبر في السفر، وحُسن القيادة، وكلها صفات يحتاجها القائد المصلح الذي سيغيّر وجه العالم

 

موضوعات متعلقة

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours