✨سلسلة أنوار ربيع الأول ✨
🕋 رحلة في السيرة العطرة من المولد إلى الوداع 🕋
( 10 )
🕌 الدعوة الجهرية وصبر المستضعفين🕌
✍️نادية منصور
بعد ثلاث سنوات من الدعوة في السر، جاء الأمر الإلهي الحاسم:
> {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين} [الحجر: 94].
لقد آن أوان الإعلان، فوقف النبي ﷺ على جبل الصفا ونادى قومه قبيلة قبيلة، ثم قال لهم: “أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقي؟” قالوا: ما جربنا عليك كذبًا. فقال: “فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد.”
هنا اشتعل غضب زعماء قريش، وبدأت المواجهة العلنية بين الحق والباطل.
موقف قريش
لم تستطع قريش أن تنكر صدق الرسول ﷺ ولا أمانته، لكنها رفضت دعوته لأنها تهدد مصالحها وسلطانها القائم على عبادة الأصنام. فبدأوا يتهمونه بالسحر والشعر والكهانة، ويسخرون من دعوته، ويصدون الناس عنه.
صبر المستضعفين
كان المؤمنون الأوائل من الفقراء والضعفاء أكثر من عانوا من بطش قريش. فها هو بلال بن رباح يُسحب على الرمال المحرقة، ويُوضع الحجر الثقيل على صدره، فلا يزيده ذلك إلا يقينًا وهو يردد: “أحدٌ، أحد.”
وها هي سمية بنت خياط أول شهيدة في الإسلام، تُقتل صابرة محتسبة. كما عُذِّب عمار بن ياسر وأهله عذابًا شديدًا.
أما الأغنياء الذين أسلموا، فلم يسلموا من الإيذاء أيضًا، مثل عثمان بن عفان، وأبي بكر الصديق الذي ضُرب ضربًا مبرحًا حين دافع عن النبي ﷺ.
صمود الرسول ﷺ
رغم كل ما واجهه هو وأصحابه، لم يتراجع النبي ﷺ عن دعوته. فقد جاءه عمه أبو طالب يخبره بعرض قريش أن يترك الدعوة مقابل المال والجاه، فقال كلمته الخالدة:
“والله يا عم، لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر، ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه.”
الدروس المستفادة
أن طريق الحق ليس مفروشًا بالورود، بل يحتاج إلى صبر وثبات.
أن المستضعفين هم أوائل من يحملون لواء التغيير.
أن الثبات على المبدأ أهم من أي إغراء أو تهديد.
وهكذا صمد النبي ﷺ وأصحابه أمام الأذى، فكان ذلك تمهيدًا لمرحلة أعظم من مراحل الدعوة،
وهي البحث عن أرض جديدة تحتضن هذا الدين.
+ There are no comments
Add yours