✨سلسلة أنوار ربيع الأول ✨ 🕋 رحلة في السيرة العطرة من المولد إلى الوداع 🕋

✨سلسلة أنوار ربيع الأول ✨

🕋 رحلة في السيرة العطرة من المولد إلى الوداع 🕋

✍️نادية منصور

4 🕌 شباب النبي ﷺ ولقب “الصادق الأمين”🕌

 

شبَّ النبي ﷺ في مكة، في بيئة مليئة بالعادات القاسية والجاهلية الظالمة، لكنه لم يتأثر بفسادها، بل نشأ طاهر القلب، عفيف اللسان، نقي السيرة. لم يُعرف عنه لهو الشباب ولا لهث وراء الشهوات، بل كان وقورًا جادًا، يكره عبادة الأصنام، ويأبى حضور مجالس اللهو واللغو.

 

ومنذ صغره عُرف بالصدق والوفاء، حتى لقّبه أهل مكة بـ “الصادق الأمين”. فما جُرِّب عليه كذب قط، ولا خيانة أمانة، ولا غدر عهد. وكانوا إذا اختلفوا في أماناتهم وضعوها عنده، ثقةً بصدقه وأمانته.

 

وروي أن قريشًا اختلفت عند إعادة بناء الكعبة: أي القبائل تضع الحجر الأسود في مكانه؟ وكادوا يقتتلون، فاتفقوا على أن يحكم بينهم أول داخل من الباب. فكان الداخل هو محمد بن عبد الله ﷺ. فحكم بينهم بحكمة ورضا، إذ وضع الحجر في ثوب، وأمر كل قبيلة أن ترفع جانبًا منه، ثم أخذه بيده الشريفة ووضعه في مكانه. فارتضى الجميع بحكمه، وعلموا أنه أهل للعدل والصدق.

 

كما عمل ﷺ في رعي الغنم، ثم في التجارة، فكانت تجارته مضرب مثل في الأمانة. ومن خلال معاملاته الكريمة ذاع صيته في مكة، حتى أصبح محل ثقة كبارها وصغارها.

 

لقد كان لقب “الصادق الأمين” شهادة سماوية قبل أن تكون شهادة بشرية، فهو إعداد رباني ليحمل رسالة الحق. فلو لم يكن صادقًا أمينًا، كيف يصدق الناس وحي السماء الذي يأتيه؟

 

وهكذا، كان شبابه ﷺ مثالًا للطهر والجد والصدق، فمهّد الله به الطريق للرسالة الخالدة التي ستغير وجه التاريخ.

 

 

موضوعات متعلقة

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours