✨سلسلة أنوار ربيع الأول ✨ 🕋 رحلة في السيرة العطرة من المولد إلى الوداع 🕋 ( 9 ) 🕌الدعوة السرية وحماية الله له🕌

✨سلسلة أنوار ربيع الأول ✨

 

🕋 رحلة في السيرة العطرة من المولد إلى الوداع 🕋

( 9 ) 🕌الدعوة السرية وحماية الله له🕌

 

✍️نادية منصور

 

 

بعد نزول الوحي وبدء الرسالة، كان على النبي ﷺ أن يبدأ دعوته للناس، لكن الحكمة اقتضت أن تكون البداية سرية. ذلك أن مجتمع مكة كان مليئًا بالتعصب لعبادة الأصنام، وقبائلها لن تتقبل بسهولة الدعوة إلى التوحيد.

 

بداية الدعوة

 

ظل النبي ﷺ ثلاث سنوات يدعو إلى الإسلام في سرية تامة. فكان يلتقي بالذين يثق بهم، ويعرض عليهم رسالة التوحيد، فيؤمن بعضهم دون تردد. وكان في مقدمة هؤلاء: خديجة رضي الله عنها زوجته المؤمنة الصادقة، وأبو بكر الصديق رضي الله عنه الذي لم يتردد لحظة في الإيمان، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي كان غلامًا صغيرًا يعيش في بيت النبي ﷺ، وزيد بن حارثة رضي الله عنه مولاه. هؤلاء كانوا نواة المجتمع الإسلامي الأول.

 

دار الأرقم

 

ومع زيادة عدد المسلمين، احتاجوا لمكان يجتمعون فيه بعيدًا عن أعين قريش. فكانت دار الأرقم بن أبي الأرقم مقرًا للدعوة والتربية. هناك تربى الصحابة على معاني الإيمان، وحفظوا ما نزل من القرآن، وازدادوا يقينًا وصبرًا على طريق الحق.

 

رعاية الله لنبيه

 

رغم أن قريش لم تكن تعلم بعد عن تفاصيل الدعوة، إلا أن الله أحاط نبيه بعنايته وحفظه من أي مكروه. فقد كان معروفًا بينهم بالصادق الأمين، ولم يجدوا فيه عيبًا يصدّون به دعوته. وكان الله يسدده في كل خطوة، حتى اشتد عود الدعوة واستقرت جذورها في القلوب.

 

ثمار المرحلة السرية

 

استمرت هذه المرحلة حوالي ثلاث سنوات، وكانت بمثابة التأسيس المتين للدعوة. فالمؤمنون الأوائل كانوا صفوة خالصة من الرجال والنساء، حملوا الرسالة بكل صدق، وتحملوا فيما بعد أشد أنواع الابتلاء في سبيلها.

 

لقد علمنا النبي ﷺ من خلال هذه الفترة أن البدايات تحتاج إلى صبر وحكمة، وأن التغيير لا يأتي دفعة واحدة، بل بخطوات مدروسة، تبدأ من بناء الإيمان في القلوب، ثم مواجهة الواقع بقوة وثبات.

 

وهكذا كانت الدعوة السرية مرحلة ضرورية، هيأت الطريق لمرحلة الجهر، التي كانت أشد صعوبة، لكنها حملت معها معاني الصبر والثبات والنصر.

 

 

 

 

موضوعات متعلقة

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours