✨سلسلة أنوار ربيع الأول ✨ 🕋 رحلة في السيرة العطرة من المولد إلى الوداع 🕋 ( 11 ) 🕌 رحلة الطائف ودعاء الرسول ﷺ🕌

✨سلسلة أنوار ربيع الأول ✨

 

🕋 رحلة في السيرة العطرة من المولد إلى الوداع 🕋

( 11 ) 🕌 رحلة الطائف ودعاء الرسول ﷺ🕌

 

 

✍️نادية منصور

 

 

بعد سنوات من الأذى والاضطهاد في مكة، ومع ازدياد عناد قريش ورفضهم لدعوة الإسلام، قرر النبي ﷺ أن يلتمس أرضًا أخرى تحمل رسالة التوحيد. فاتجه إلى مدينة الطائف، التي تبعد عن مكة قرابة ستين ميلًا، ومعه مولاه زيد بن حارثة رضي الله عنه.

 

استقبال أهل الطائف

 

دخل النبي ﷺ على زعماء ثقيف ودعاهم إلى الإسلام، راجيًا أن يجد منهم نصرة وحماية، لكنهم قابلوه بأسوأ رد. لم يكتفوا برفض الدعوة، بل آذوه بالكلام الجارح والسخرية. ثم أغروا به سفهاءهم وصبيانهم، فوقفوا في الطرقات يرمونه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه الشريفتين، وزيد يحاول أن يحميه بجسده.

 

موقف الرحمة والصبر

خرج النبي ﷺ من الطائف حزينًا مثقلًا بالهموم، لكنه لم يدعُ على أهلها بالهلاك، بل رفع أكف الضراعة إلى الله وقال:

“اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي…”

كان هذا الدعاء الصادق تعبيرًا عن قمة التوكل على الله، والصبر على البلاء، والرحمة حتى بالذين أساءوا إليه.

عناية الله بالنبي ﷺ

وفي طريق العودة، أرسل الله له جبريل ومعه ملك الجبال يستأذنه أن يطبق الأخشبين (جبلي مكة) على أهل الطائف، فيُهلكهم جميعًا، لكنه ﷺ رفض وقال:

“بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا.”

فكانت رحمة النبي ﷺ أوسع من أذاهم، وصبره أعظم من جراحه.

دروس من الطائف

أن الدعوة إلى الحق تحتاج إلى تضحية وصبر مهما قست الظروف.

أن المؤمن لا يحمل في قلبه حقدًا، بل يدعو بالخير حتى لأعدائه.

أن الابتلاء قد يكون بابًا لكرامة عظيمة، كما كان بعدها حادث الإسراء والمعراج تكريمًا للنبي ﷺ.

وهكذا علّمنا الرسول ﷺ أن اليأس لا مكان له في قلب الداعية، وأن مع العسر يسرا، ومع

الجراح فتحًا ونصرًا من عند الله.

 

 

 

 

موضوعات متعلقة

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours