معجزة طبية ” مجدي يعقوب يقود مشروع تركيب صمامات قلب تنمو داخل الجسم

 

 

✍️نادية منصور

يحصل مرضى القلب البريطانيون قريبًا على صمامات قلب تنمو بشكل طبيعي داخل الجسم، وهو ما يمثل تقدمًا كبيرًا في علاج أمراض القلب.

وتتلقى مجموعة أولية تضم أكثر من 50 مريضاً صمامات مؤقتة مصنوعة من ألياف تعمل بمثابة «سقالة» يمكن زراعتها لتتكامل مع خلايا الجسم. مع مرور الوقت، تذوب السقالات، تاركة وراءها صمامًا حيًا يتكون بالكامل من أنسجة المريض نفسه.

ويتولى البروفيسور السير مجدي يعقوب، جراح القلب الرائد الذي أجرى أول عملية زرع قلب ورئة في بريطانيا في مستشفى هيرفيلد في شمال غرب البلاد، قيادة هذا المشروع.

وعندما تصبح صمامات القلب مريضة، فإنها قد تتصلب أو تصبح متسربة، ما يزيد من خطر الإصابة بقصور القلب أو السكتة الدماغية أو النوبات القلبية. وتشمل خيارات استبدال الصمامات المتاحة للمرضى عيوب كبيرة.

ولا تدوم الصمامات المأخوذة من الأبقار أو الخنازير أو الأنسجة البشرية والتي يتم زرعها في المريض أكثر من عقد من الزمان أو نحو ذلك، ولا يزال من الممكن أن يرفضها جهاز المناعة في الجسم. أما الصمامات الميكانيكية فتتطلب من المرضى تناول الأدوية طوال حياتهم.

وتمثل العلاجات الحالية تحديًا كبيرًا للأطفال الذين يولدون بعيوب في القلب، إذ لا تنمو الصمامات مع أجسامهم ويجب استبدالها عدة مرات قبل وصولهم إلى مرحلة البلوغ. لكن الصمامات الجديدة يمكن أن تنمو مع نمو الطفل، بحيث تصبح واحدة مع جسم المريض.

وكل عام، يتم إجراء ما يقرب من 13000 عملية استبدال صمام قلب في إنجلترا و300000 عملية في جميع أنحاء العالم- والأعداد تتزايد كل عام.

يمكن للصمام الحي الجديد أن يحول حياة هؤلاء المرضى من خلال القضاء على الحاجة إلى العمليات الجراحية المتكررة والحد من خطر الرفض.

قال الدكتور يعقوب لصحيفة صنداي تايمز: «أقول دائمًا أن الطبيعة هي أعظم تكنولوجيا. إنها متفوقة جدًا على أي شيء يمكننا صنعه. بمجرد أن يصبح شيء حيًا- سواء كان خلية أو نسيجًا أو [الصمام الحي]- فإنه يتكيف من تلقاء نفسه. علم الأحياء مثل السحر».

وأظهر البحث المنشور في مجلة Nature Communications Biology نتائج واعدة في الأغنام. في غضون أربعة أسابيع فقط من الزرع، تم العثور على أكثر من 20 نوعًا من الخلايا- بما في ذلك الأنسجة العصبية والدهنية- في المواقع الصحيحة، محاكية صمام القلب الطبيعي.

وعلى النقيض من المحاولات السابقة، نجح هذا المشروع، الذي تقوده شركة Heart Biotech في مستشفى Harefield، في تشجيع نمو الخلايا العصبية في الصمام.

في غضون ستة أشهر، يصبح الهيكل مكونًا بالكامل من خلايا حية من المريض، وبعد مرور عام إلى عامين، يذوب الهيكل، تاركًا وراءه صمام قلب يعمل بكامل طاقته وينمو مع المريض طوال حياته.

ومن المقرر أن تبدأ التجارب البشرية التي تشمل ما بين 50 إلى 100 مريض، بما في ذلك الأطفال، في غضون 18 شهرًا.

ستقارن التجارب الصمام الحي الجديد مع الصمامات الاصطناعية التقليدية وستشمل فريقًا دوليًا من الخبراء من مؤسسات مثل كلية لندن الجامعية ومستشفى جريت أورموند ستريت والمراكز الطبية في نيويورك وإيطاليا وهولندا.

 

أشادت الدكتورة سونيا بابو نارايان، المديرة الطبية المساعدة لمؤسسة القلب البريطانية، بهذا التطور باعتباره «الكأس المقدسة» لجراحة صمام القلب.

وقالت: «إنه لأمر مبكر، ولكن إذا أظهرت المزيد من الأبحاث نجاح هذا النهج لدى البشر، فيمكن للعديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم أن يعيشوا بشكل جيد لفترة أطول دون الحاجة

إلى عمليات صمام القلب المتكررة».

 

 

موضوعات متعلقة

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours