المواقيت الزمانية والمكانية للحج والعمرة « ومضات الى عرفات »

✍🏻 نادية منصور

حين يعزم الحاج أو المعتمر على أداء أي من الفريضتين أو كليهما، يتحتم عليه معرفة أمرين أساسيين في الشرع المطهر، وهما المواقيت الزمانية والمواقيت المكانية للحج والعمرة.

وتَبرز الحكمة من مشروعية هذه المواقيت في تعظيم بيت الله الحرام؛ حيث جعل الله حصنًا وحمى، فالحصن هو مكة المكرمة والحمى هو الحرم، وللحرم حرم وهي المواقيت التي لا يجوز للراغب في الحج أو العمرة تجاوزها إليه إلا بإحرام؛ تعظيمًا لله تعالى ولبيته الحرام.

ولمواقيت الإحرام المحددة لقاصدي المسجد الحرام بنية تأدية الحج والعمرة قسمان،
هما المواقيت الزمنية ..التي حددها الله تعالى تعظيمًا وحرمة لبيته الحرام، في قوله تعالى {الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج}، والهدف هو تجنب كل ما يخل بالحج من الأقوال والأفعال المحرمة والانشغال بفعل الخيرات وملازمة التقوى.

وتبدأ المواقيت الزمنية في شهر شوال، وتتواصل إلى شهر ذي القعدة وعشر من ذي الحجة،
أما المواقيت المكانية،
‏فقد حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم في 5 مواقع مختلفة باتجاه مكة المكرمة، وهي المواقع التي لا يجوز للحاج أن يتعداها إلى مكة بدون إحرام، وقد بيّنت كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (وقّت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم، هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج أو العمرة، ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ، حتى أهل مكة من مكة) متفق عليه، ولمسلم من حديث جابر: (ومهل أهل العراق ذات عرق)”
ويضاف لهذه المواقيت الخمسة مسجد “التنعيم”، وهو أحد مساجد مكة المكرمة، ويُعد ميقاتًا لمن أراد الحج من أهل مكة المكرمة سواء من ساكنيها أو المقيمين فيها، ويقع المسجد في الجهة الشمالية الغربية من مكة المكرمة، وقد اتفق العلماء أن من دخل مكة من غير هذه المواقيت، لَزِمَه أن يحرم إذا حاذى أقربها، فإذا لم يحاذِ بعضًا، ولم يدرك المحاذاة؛ لزمه أن يُحرِم إذا بقي بينه وبين مكة مرحلتان، والمرحلة تقاس بمسيرة يوم.

كما تنقسم المواقيت المكانية إلى ثلاثة أقسام هي مواقيت “أهل الحرم”، الذين يقيمون في مكة سواء من أهلها أو من غير أهلها،.. ومواقيت “أهل الحل”، الذين يسكنون داخل المواقيت الخمسة أي بين مكة والميقات، و”الآفاقيون” أي الذين تقع منازلهم خارج المواقيت، ولا يجوز الذهاب للبيت الحرام إلا بالمرور بها والإحرام منها لأداء مناسك العمرة أو الحج، وجعلت هذه المواقيت تكريمًا وتعظيمًا لبيته الحرام؛ حيث إن في تعددها واختلاف مواقعها رحمة من الله تعالى للمسلمين وإبعاد المشقة عنهم.
والله اعلم
والى اللقاء غدا ان شاء الله مع ومضة جديدة من ..
💥ومضات الى عرفات 💥

موضوعات متعلقة

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours