✨سلسلة أنوار ربيع الأول ✨ 🕋 رحلة في السيرة العطرة من المولد إلى الوداع 🕋

1

✨سلسلة أنوار ربيع الأول ✨

 

🕋 رحلة في السيرة العطرة من المولد إلى الوداع 🕋

 

✍️نادية منصور

 

🕌 مولد النور في عام الفيل 🕌

 

في فجرٍ مبارك، وفي عامٍ عظيم سماه العرب عام الفيل، أشرقت الأرض بميلاد خير البرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم في الثاني عشر من شهر ربيع الأول. وكان مولده بمكة المكرمة التي اختارها الله لتكون منطلق النور إلى العالم كله.

 

لم يكن مولد الرسول صلى الله عليه وسلم حدثًا عاديًا، بل كان بشارةً للإنسانية كلها؛ فقد سبقه من العلامات ما يثبت عظمة القادم، فقد روي أن إيوان كسرى قد تصدع، وسقطت منه شرفات، وانطفأت نار فارس التي كانت تعبد لآلاف السنين، وغاضت بحيرة ساوة. كلها إشارات تدل على أن زمن الظلم والشرك قد أوشك أن يزول، وأن نور التوحيد قد لاح في الأفق.

 

وُلِد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتيم الأب، فقد توفي عبد الله قبل مولده، ليكون النبي منذ بدايته في كنف الله ورعايته. واحتضنته أمه آمنة بنت وهب بحنان الأم الصابرة، ثم ما لبث أن فقدها صغيرًا، ليعيش في كنف جده عبد المطلب، ثم عمه أبي طالب. وهكذا هيأه الله منذ طفولته ليتحمل المسؤولية العظمى.

 

جاء ميلاده رحمة للعالمين، كما قال الله تعالى:

﴿وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين﴾ [الأنبياء: 107].

رحمة تمسح عن الإنسانية شقاءها، وتنقلها من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.

 

لقد كان ميلاده صلى الله عليه وسلم بداية فصل جديد من تاريخ البشرية، فصل يعلو فيه صوت العدل، وتنتصر فيه القيم، وتُرفع فيه راية التوحيد. وما زال المسلمون في كل عام يحتفون بذكرى هذا الميلاد المبارك؛ لا لذات الذكرى فقط، بل ليستلهموا من حياته الطاهرة دروسًا متجددة تعينهم على السير على نهجه.

 

 

 

 

موضوعات متعلقة

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours