من بورسعيد هنا “ستالين جراد”.. “آنا” تكتشف عمق العلاقات المصرية الروسية في “جسور الى الشرق “

 

✍🏻نادية منصور

 

استضاف البيت الروسي في العاصمة المصرية القاهرة العرض الأول لفيلم “جسور إلى الشرق: مصر” .

وقد شهد العرض لفيف من الشخصيات الروسية والمصرية العامة، من بينها حفيد الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، واللواء أركان حرب محمد الشهاوي، ورئيس جامعة عين شمس الأسبق صالح هاشم، ورئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة اليوم السابع أكرم القصاص وغيرهم.

تجسدت العلاقات التاريخية الروسية المصرية وحفرت جذورها مشروعات عملاقة تكاتفت وتتكاتف فيها سواعد الشعبين المصري والروسي/السوفيتي بدءا من السد العالي ومجمعات الحديد والصلب بحلوان ومصنع الألومنيوم بنجع حمادي، مرورا بحائط الصواريخ وإعادة بناء الجيش المصري بعد نكسة يونيو 1967 ومرورا بالمنطقة الصناعية على ضفاف قناة السويس، وانتهاء بأكبر مشروع نووي في قارة إفريقيا، محطة الضبعة النووية، التي تبنيها مؤسسة “روس آتوم” الروسية على سواحل البحر الأبيض المتوسط.

وقام طاقم عمل “جسور إلى الشرق” بتسجيل مقابلات مع وزراء وشخصيات عامة روسية ومصرية، من بينهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والنجمة المصرية يسرا وجابت كاميرا الفيلم الأرض المصرية من أقصى الجنوب، حيث السد العالي، وحتى سواحل البحر المتوسط، حيث محطة الضبعة النووية.

ويحكي مشروع “جسور إلى الشرق” عن الروابط المتينة والعرى الوثيقة التي تربط روسيا (وقبلها الاتحاد السوفيتي) بالعالم العربي في كافة المجالات: العلمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، حيث كان الفيلم الأول من سلسلة المشروع مخصصا للجزائر، فيما يعد فريق العمل فيلما عن سوريا سيعرض قريبا.

 

في هذا السياق تقول كنيشينكو: “إنه الفيلم الثاني من مشروعنا الذي يتناول الروابط بين روسيا والعالم العربي في كافة المجالات. الأول كان من الجزائر، وسوريا في الطريق. لكن مصر، مسألة منفصلة تماما، حيث أدى التأثير القوي للسياسات الغربية، إبان حكم الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات، إلى خفوت وبرود مؤقت للعلاقات بين البلدين، ما جعل كثيرين من الجيل الحالي من المصريين لا يفكرون كثيرا في مدى عمق جذور التعاون والترابط بين القاهرة وموسكو، وكم المشاريع العظيمة والضخمة والمؤثرة التي تربط الشعبين والبلدين، ومدى رسوخ وقوة ومتانة هذا التعاون اليوم”.

 

وحول الوضع الراهن تتابع كنيشينكو أن الغرب يحاول بما في وسعه من قوة (بما في ذلك التلويح والتهديد بفرض العقوبات) الإبقاء على مصر في مداره، إلا أن العضوية الكاملة لمصر في مجموعة “بريكس”، بقيادة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في قازان لحضور قمة “بريكس”، تبرز حقيقة أخرى تتحدث عن نفسها.

لهذا السبب، ترى كنيشينكو، في حديثها لوسائل الإعلام المصرية عقب عرض الفيلم: أنه من المهم للغاية اليوم “توضيح تطور الشراكة بين مصر وروسيا، على أساس الاحترام المتبادل للمصالح الوطنية، من السد العالي إلى محطة الضبعة النووية، ومن تماثيل أبو الهول على جسر الجامعة بمدينة بطرسبورغ إلى دراسة اللغة الروسية في الجامعات المصرية والحفاظ على القيم التقليدية”، وتابعت: “ونحن نلمس صدى ذلك لدى الجمهور الذي رأيناه اليوم، وقد تلقينا ردود فعل مذهلة”.

 

 

واضافت آنا: “جسور” يهدف لعزف سيمفونية السلام وتقدم وتنمية الشعوب بالتعرف على كل جانب

 

بين مشهد في الشرق وآخر فى الغرب، يسرقك “جسور” في ثوانى معدودة يجعلك منصت السمع، مدقق للنظر، انبهارًا بالمشاهد المتتالية والتى تعزف سيمفونية الوصل والاحترام بين صديقتين أحداهما فى القارة السمراء والأخرى بالقارة الأوروبية، وهى تكشف مدى التشابه بين الأفكار والعادات والتقاليد بين المجتمعين، ليجعلك تنبهر بمدى عمق العلاقات بين الدولتين والتي لم تقف على الحكومات بل الشعوب.

لتضرب أواصر الود والحب فى نفوس الشعبين المصرى والروسى، هذا هو حال الجمهور بعد مشاهدته حلقة برنامج “جسور” الذى أعدته المذيعة الروسية آنا كنيشينكو خلال الاحتفال بمرور ٨٠عاما على العلاقات المصرية الروسية في البيت الروسي بالدقي، والذى تزامن مع انعقاد قمة البريكس في قازان الروسية بمشاركة الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والمصرى عبد الفتاح السيسي.

 

 

فى البداية حدثينا عن الصعوبات التى واجهتك في إعداد هذا الفيلم ؟

إن حجم العلاقة بين الحكومتين والشعبين كبيرة لعقود طويلة، فكان السؤال الأهم كيف لنا أن نقدم قصة الصداقة بين الشعبين المصرى والروسى في بعض الحلقات موجزة تشد الإنتباه ودون ملل من المشاهد، بالإضافة الإختيار أهم الشخصيات على الجانبين، كما أن هدفنا لم يكن فئة معينة من الجمهور بل الشباب والفتيات والكبار ليلتف جميع أفراد الأسرة حول البرنامج.

– من بورسعيد هنا ميدان “ستالين جراد” ومن مدينة ستالين جراد الروسية هنا “بورسعيد”، ما سر هذا التداخل؟.

القصة منذ سبعينيات القرن الماضى، لذا فكان لابد من الإشارة إلى أن روسيا دعمت حق مصر وقت العدوان الثلاثي عليها من “إسرائيل وبريطانيا وفرنسا” عند إعلانها تأميم قناة السويس، فقامت مدينة ستالينجراد الروسية بإقامة ميدان باسم بورسعيد تقديرًا لانتصار بورسعيد على العدوان الثلاثي، ورغم تغير اسم مدينة ستالينجراد الروسية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي إلى اسم مدينة لينينجراد ثم فولجاجراد، لكن بقى اسم الميدان في بورسعيد كما هو، وبعدها في عام ١٩٧٥ قامت محافظة بورسعيد العظيمة بالتأكيد على الود والتقدير بإطلاق اسم “ستالين جراد” على أحد ميادينها، وهو ما يؤكد على قوة العلاقة بين الشعبين.

كانت بداية الحلقة بمشهد بين الشباب الروسي والمصرى كلا في بلده، وسؤاله عن معرفته كل طرف بالآخر، لماذا كانت هذه البداية؟

فى واقع الأمر أردنا أن تكون البداية من جيل الشباب فى البلدين، الذى هو مستقبل كل دولة، واعتمدنا على اللقاء الجمهور في الشارع بشكل تلقائي، لنفاجىء بأن الشباب الروسي على دراية بمصر وآثارها ومميزاتها ويحمل كل الحب والعشق لها، نفس الشيء لمسناه في الشباب المصرى الذى أبهرنا يتعلمه لبعض الكلمات الروسية ومدى إدراكه للعلاقات المصرية الروسية التى حققت أكبر المشاريع على أرض مصر وفي مقدمتها السد العالي ومحطة الضبعة النووية.

– ظهر في أحد المشاهد تمثالين لأبى الهول على ضفاف نهر نيفا، بالإضافة لمبنى أطلق عليه البيت المصرى؟

 

نعم إنه من أهم المعالم المصرية في مدينة سان بطرسبرج العظيمة، والتى تؤكد على الغرام والعشق الروسى للحضارة المصرية القديمة ،وتأكيدا على ذلك قمنا بزيارة قسم المصريات في جامعة سانت بطرسبرج، حيث تحظى دراسة تاريخ مصر بشغف كبير منذ عدة قرون في روسيا.

– ما هى أكثر المدن المصرية التى حرصتى على زيارتها؟

عدة مواقع تعتبر رموزا للصداقة الروسية المصرية، مثل السد العالي في أسوان، وكذلك المنطقة الصناعية الروسية على ضفاف قناة السويس، وكلية تعليم اللغة الروسية في جامعة عين شمس .

– قمتى بارتداء الجلباب المصرى وأكلتى الكشرى و وقمتى بالتسوق بل بالفصال أثناء شراء بعض المقتنيات من أحد محال شارع المعز، فماذا كنتى تشعرين فى كل موقف؟

 

كنت أشعر بالسعادة البالغة حقا، لأنها تمثل تجربة جديدة عليه وتؤكد على أن الشعبين المصرى والروسى يعيشان حالة من الانسجام ، فعادتنا الروسية في احترام الأسرة ومكوناتها تتفق مع العادات والتقاليد المصرية الأصيلة بالإضافة لتقديس الدين واحترامه ففى روسيا تجد بكل منطقة جامع وكنيسة كما هو الحال في مصر فالشعبين متدينين بطبعهما محبين للفطرة السليمة.

موضوعات متعلقة

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours