✍🏻نادية منصور
على طريق «الجلالة- الزعفرانة»، كانت صافرات إنذار سيارات الإسعاف تهز المكان بعد وقوع حادث مأساوي أودى بحياة 10 طلاب وإصابة 40 آخرين على هذا الطريق الذي شهد نزيف من دماء الضحايا والمصابين، كُتب لبعض الطلاب النجاة من الحادث الأليم، ليروي كل واحد منهم قصته التي حملت لحظات من الرعب والمأساة التي لن تُنسى.
شهادات الناجين في حادث أتوبيس الجلالة
كان أحمد، طالب في السنة الثالثة بكلية الطب بجامعة الجلالة، أحد الناجين من هذا الحادث وبصوت خافت قال لي: «كنا راجعين من الجامعة بعد يوم طويل، كنا بنتكلم ونضحك زي كل يوم. فجأة حسيت إن الأتوبيس مال على جنب واحد، وبعدها سمعت صوت قوي جدًا، وزي ما يكون كلنا طيرنا في الهواء». توقف أحمد للحظات قبل أن يكمل: «لما فقت، لقيت زملائي مرميين على الأرض، واللي بيصرخ من الألم واللي ما بيتحركش خالص. كل اللي كنت بفكر فيه إني أخرج من هنا، لكن لما بصيت لقيت ناس كتير مش قادرين يتحركوا.»
الحادث لم يكن مجرد انقلاب أتوبيس؛ كان لحظة تحول فيها الضحك والأحاديث العادية إلى صرخات استغاثة. تحدث ناجٍ آخر، على، وهو طالب في السنة الثانية، قائلًا: «حسينا فجأة إن الدنيا بتتقلب حوالينا. كل حاجة حصلت بسرعة، لما فقت، كنت تحت ناس، مقدرتش أتحرك غير لما الناس بدأوا يشيلوا بعض. كان منظر مفزع، مش هنساه طول حياتي.»
وكتب طالب يدعى عبدالرحمن، على جروب جامعة الجلالة على الفيس بوك، «الباص اتقلب 3 مرات والقزاز اتكسر والطلبة كانت بتطير من الأتوبيس، واللى عايشين إصابتهم صعبة».
مع انتشار أخبار الحادث، ضجت صفحات التواصل الاجتماعي برسائل التعازي والحزن. طلاب جامعة الجلالة لم يصدقوا ما حدث لزملائهم. عبروا عن حزنهم العميق على زملائهم الذين فقدوا حياتهم في لحظة، وكتبوا رسائل وداع مؤثرة تعكس الألم الذي يعصف بهم. وكتبت إحدى الطالبات: «إزاي حادث على الطريق يضيع حياة ناس أبرياء؟».
لم يكن الحزن مقتصرًا على الطلاب وأصدقائهم فحسب، بل انضم المجتمع ككل إلى دائرة الحزن. التعليقات والرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي كانت مليئة بالتضامن، حيث أعرب الناس عن دعمهم لأسر الضحايا والمصابين، وأكدوا ضرورة اتخاذ إجراءات لحماية الشباب ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.
في ظل هذا الحزن العميق، كانت هناك جهود حثيثة من وزارة الصحة وفرق الطوارئ لضمان تقديم الرعاية الكاملة للمصابين. الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة، أعلن رفع حالة الطوارئ في المستشفيات المحيطة بالحادث، وتوجه فرق طبية إلى الموقع لمتابعة الوضع. كما أكد المسؤولون أن الدعم النفسي والاجتماعي سيتم تقديمه لأسر الضحايا وللطلاب الناجين.
وتضمنت أسماء ضحايا أتوبيس طريق الجلالة كلا من بسملة ممدوح، وميرنا أشرف، وملك محمد إمام، وهاجر محمد، وعبدالرحمن أحمد، وعمر أحمد حسن، ومحمد شعيب، ودينا هيكل، ومحمد إبراهيم عبدالغفار.
تجمع طلاب جامعة الجلالة بمحيط مستشفى مجمع السويس الطبي للاطمئنان على زملائهم المصابين في حادث طريق الجلالة، حيث نقلت سيارات الإسعاف المصابين للمجمع لتلقي العلاج.
كشفت تحريات الأجهزة الأمنية تفاصيل حادث أتوبيس طريق الجلالة، حيث تبين أنه نتيجة السرعة الزائدة اختلت عجلة القيادة بيد قائد الأتوبيس مما نتج عنه انقلابه.
+ There are no comments
Add yours